يسأل أحد القراء ماذا يحدث عندما يضطرب إفراز الكورتيزون الطبيعى بالجسم؟
أجاب الدكتور مغازى محجوب أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب عين شمس قائلا: إن
الجزء الخارجى من الغدة فوق الكلى، يفرز هرمونات منها هرمون الكورتيزون
ومشتقاته، وتلعب هذه الهرمونات دورا أساسيا فى العديد من وظائف الجسم
الحيوية، فهى تساعد على تنظيم السكر فى الدم وتحويل المواد البروتينية إلى
سكر، ففى كثير من الأحوال نتناول مواد غذائية ليس بها سكريات أو مواد
نشوية، وهنا يلعب الكورتيزون دوره فى تحويل المواد غير السكرية إلى مواد
سكرية.
ويساعد الكورتيزون أيضا على تنظيم الأملاح والماء فى الجسم، وذلك حسب النسب
المطلوبة واللازمة للوظائف الحيوية المختلفة، وفى حالة عدم إفراز هذا
الهرمون أو حتى النقص فى الكمية التى يتم إفرازها يحدث فقد للماء والأملاح
من الجسم، وهكذا يلعب الكورتيزون دوره فى المحافظة على كميات ثابتة تقريبا
من الملح، فإذا أكل الإنسان الطعام الذى يحتوى على كميات كبيرة من الملح
فإن الكورتيزون يقل إفرازه، وهكذا يتخلص الجسم من الملح والماء الزائد عن
طريق البول.
والآن ماذا يحدث إذا انخفضت كمية الكورتيزون أو مشتقاته؟..هنا يحدث المرض
وأعراض المرض المميزة له فى هذه الحالة، هى فقدان الوزن والضعف العام
والشعور بالتعب بعد أقل مجهود مع ظهور بقع على الجلد، وانخفاض فى ضغط الدم
مع عجز الجسم عن المحافظة على مستوى سكر الدم فى الفترات التى لا نتناول
فيها الطعام، وخاصة فى حالة الصيام.
ولكن هناك سؤال آخر، ماذا يحدث لو أن إفراز الكورتيزون أصبح بكميات أكبر؟..هنا أيضا يحدث المرض
والأعراض تكون واضحة فالوجه يصبح مستديرا، والبدانة تكون ملحوظة فى الوجه
والرقبة، أما وظائف المخ فإنها تضطرب ويرتفع ضغط الدم، وكذلك يختزن الماء
والأملاح فى الجسم، ولذلك يزيد الوزن ولا ينقص مع تخفيض كمية الطعام.